روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | النوافل...طريقنا إلى الفوز بمحبة الله

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > النوافل...طريقنا إلى الفوز بمحبة الله


  النوافل...طريقنا إلى الفوز بمحبة الله
     عدد مرات المشاهدة: 1982        عدد مرات الإرسال: 0

للعبادات في الإسلام مستويان: الأول منهما مستوى الفرض، وهو الذي يُلزم به كل مكلف، ولا يقبل منه التكاسل عنه أو التفريط فيه، فمن قصّر كان مستوجبا للذم والتأثيم في الدنيا وللعقاب في الآخرة، ومن أدى الفرض مستوفيا لأركانه وشروطه فقد أبرأ ذمته، وأسقط الإثم عنه.

أما المستوى الثاني، فهو مستوى التطوع، وهو ما طلبه الشرع من المكلف طلب ندب وإستحباب، لا طلب جزم وإلزام، وهذا التطوع المستحب له ثماره الطيبة التي يحسن بالمرء أن يحرص على إقتطافها، ومنها: أنه يجبر ما قد يقع في أداء الفرض من خلل أو تقصير، ويزيد حسنات المرء فيثقل ميزانه يوم القيامة.

= قـرب ومحــبة:

ومن أهم ثماره أنه يهيئ المرء للترقي في درجات القرب من الله تعالى، ومن ثم ينال محبته سبحانه، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ قال: من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه...» رواه البخاري.

ومن أجل ذلك فتح الإسلام باب التطوع لأرباب الهمم والعزائم، ليأخذ كل بحظه منها تبعا لطموحه وأشواقه لما عند الله تعالى من الفضل والكرامة.

= عليك بالسـجود:

ومن أبواب التطوع التي دعانا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإكثار منها صلاة النافلة، فعن معدان بن طلحة قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله فقلت له: دُلني على عمل ينفعني أو يدخلني الجنة؟ فسكت عني مليا ثم التفت إلي فقال: عليك بالسجود، فإني سمعت رسول الله يقول: «ما من عبدٍ يسجدُ للَّهِ سجدةً إلَّا رفعَهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ بِها درجةً وحطَّ عنْهُ بِها خطيئةً» رواه النسائي.

والمداومة على صلاة النافلة تجبر ما قد يقع في الفرائض من نقص أو تقصير، وذلك مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صَلُحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَح، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ، فإن انْتَقَص من فريضتِه شيئًا، قال الربُّ تبارك وتعالى: انْظُروا هل لعَبْدِي من تَطَوُّعٍ فيُكَمِّلُ بها ما انتَقَص من الفريضةِ، ثم يكونُ سائرُ عملِه على ذلك» رواه الترمذي.

فلنحرص على الإكثار من صلاة النافلة في يومنا وليلتنا حتى نفوز برفع الدرجات ومحو الخطايا وجبر التقصير في الفرائض، فإن عجزنا عن ذلك فلا يقل حظنا عما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «من صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثنتَيْ عشرةَ ركعةً سوَى المكتوبةِ، بنَى اللهُ عزَّ وجلَّ له بيتًا في الجنةِ» رواه الترمذي.

= لا عدل للصـيام:

ومن أعظم أبواب التطوع التي يتقرب بها العبد إلى ربه لينال محبته أن يكون له حظ من صيام النافلة، فعن أبي أمامة أنه سأل رسول صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: «عليك بالصَّومِ، فإنَّه لا عدلَ له» رواه النسائي.

والصيام يأتي يوم القيامة مدافعا عن أصحابه، فيحاج عنهم حتى يشفع فيهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصِّيامُ والقرآنُ يشفَعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ يقولُ الصِّيامُ أي ربِّ منعتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ فشفِّعني فيهِ ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ قالَ فَيشفَّعانِ» رواه أحمد.

والصيام حجاب لأصحابه من عذاب النار، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «ما منْ عبدٍ يصومُ يومًا في سبيلِ اللهِ، إلا باعدَ اللهُ بذلكَ اليومِ وجهَهُ عن النَّارِ سبعينَ خريفًا» رواه مسلم.

فليكن لنا نصيب من خيرات الصيام الوفيرة بالإكثار من صيام النافلة، وأدنى ذلك أن نصوم ثلاثة أيام في الشهر، كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة، فعنه رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بثلاثٍ: بصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كل شهرٍ، وركعتي الضحى، وأن أوترَ قبل أن أرقدَ، رواه مسلم.

= ولا تكن من الغافلين:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول اللهُ تعالَى: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَنِي، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً» رواه البخاري، هكذا ذكر الله يسمو بالمرء ويعلو به حتى ينال شرف ذكر الله له.

وذكر الله خير ما يتقرب به العبد إلى ربه، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم»؟ قالوا: بلَى. قالَ: «ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى» رواه الترمذي.

وذكر الله يحيي القلوب، فيدفعها إلى فعل الخيرات، أما الغفلة عن الذكر فهي تجعل المرء كالميت لا يرجى منه خير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثلُ الَّذي يذكُرُ ربَّه والَّذي لا يذكُرُ ربَّه مثلُ الحيِّ والميِّتِ» رواه البخاري.

فلتكن ألسنتنا رطبة بذكر الله في كل وقت وحين، ولنخص بالذكر الأوقات التي حث المولى سبحانه وتعالى نبيه عليها: {واذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وخِيفَةً ودُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالْغُدُوِّ والآصَالِ ولا تَكُن مِّنَ الغَافِلِينَ} [الأعراف:205].

وليكن دليلنا في هذا الذكر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أذكار الصباح والمساء، فنحفظها، ونتعرف على فضائلها، وتلهج ألسنتنا وقلوبنا بها في كل صباح ومساء.

= مضاعفة للأجر:

هكذا بالإكثار من النوافل وبالمواظبة على أدائها ننال محبة الله تعالى، أما إذا أردنا مضاعفة أجر هذه الأعمال، فلندع من حولنا من الأقارب والمعارف إلى الإلتزام بها، كي ينالوا محبة الله وننال نحن مضافة أجورنا وزيادة في محبة الله لنا.

الكاتب: ياسر محمود.

المصدر: موقع رسالة المرأة.